الملخص
تتناول هذه الورقة عرضاً للدور التركي في الملف الليبي، وكيف استطاعت تركيا -الحليف الوحيد لحكومة الوفاق الوطني- تحقيق عدة انتصارات في ساحة المعركة على منافسها حفتر، الذي يسيطر على المؤسسة العسكرية، والذي يتلقى الدعم من حلفاء دوليين وإقليميين. وعلى الرغم من تعدد حلفائه، إلا أنه لم يستطع ردع القوات التركية ومنعها من السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرته.
وتطرقت الورقة فيما بعد لاتفاقيات الحل السلمي ووقف إطلاق النار، التي لم يلتزم بها حفتر فيما مضى، في ظل أنه كان يحاور من موقع قوة ويسيطر على أجزاء واسعة، حيث كان يرى أن وقف إطلاق النار سوف يسلبه ما يرمي إليه من السيطرة الكاملة وتنصيب نفسه كحاكم، إلا أن مجريات الأحداث فيما بعد أظهرت كيف أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وخسر حفتر في عدة مواقع، ولم يعد لدى حكومة الوفاق وتركيا سوى السيطرة على سرت لكي ينتكس أكبر انتكاساته، ولذلك، حاول طلب هدنة لإيقاف النار، لعله يستعيد قوته ويرتب صفوفه، لكي يستطيع مواجهة تركيا والوفاق، لكن محاولته في عقد هدنة باءت بالفشل أيضاً، فالقوات التركية وضعت شرطاً لوقف إطلاق النار، وهو السيطرة على سرت وخروج حفتر من المعركة.
وسلطت الورقة الضوء أيضاً على الجهود الأممية التي حاولت إيقاف إطلاق النار وتوصيل الأطراف إلى حل، لكن هذه الجهود فشلت، وبقي الوضع على ما هو عليه، والأوضاع تزداد تعقيداً، حيث لا وقف لإطلاق النار دون اتفاق بين أكبر حليفين متحاربين في المعركة: تركيا وروسيا.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.