تتناول هذه الدراسة تطور العلاقات التركية- الروسية من منظور تاريخي، وتحاول تقييم الأزمة في كاراباخ وتأثيرها على العلاقات الثنائية بين البلدين، فروسيا تشكل مصدر قلق دائماً بالنسبة لتركيا، ولكن من جهة أخرى، ترى الدولتان أن استمرار العلاقات القوية يشكل أهمية كبرى بالنسبة لهما. كما تدرس هذه الورقة النزاع الأذري- الأرمني في إقليم ناغورني كاراباخ، أحد أبرز وأطول الصراعات في فضاء ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، الذي لا يزال قائماً حتى تاريخه.
كما تبحث هذه الورقة في أبعاد هذا النزاع الإقليمية بين كل من روسيا وتركيا، فمنطقة القوقاز تشكل أهمية إستراتيجية لكل منها، فاهتمام تركيا بجمهورية أذربيجان يعود للواقع الاجتماعي والتاريخي المشترك بين الشعبين، بالإضافة للعامل الاقتصادي، فأذربيجان تعتبر إحدى الدول المشاطئة لبحر قزوين وتمتلك ثروة طاقوية هائلة، وهذا بالأساس ما لفت انتباه تركيا. أما اهتمام روسيا، فناتج عن كون المنطقة الجنوبية خاصرة روسيا وأمنها الإقليمي.
ومن هنا، حاولت الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي: ما هو تأثير التغيرات الإقليمية في منطقة القوقاز وسيطرة أذربيجان على إقليم كاراباخ على مسار العلاقات التركية- الروسية؟
كما انطلقت فرضية الدراسة بالقول إنه إذا تعارضت مواقف كل من تركيا وروسيا في القوقاز، فمن المحتمل أن تتجنب الدولتان المنافسة المباشرة.
أما أهمية الدراسة، فتتمثل في فهم المتغيرات التي تجري في منطقة القوقاز في ظل تجدد النزاع الأرمني- الأذربيجاني وسيطرة الأخيرة على مناطق كبيرة من إقليم كاراباخ ومناطق أرمنية السيادة. وبالتالي، تم الاعتماد على المنهج التاريخي.
وانتهى البحث بنتيجة أساسية مفادها أن كلاًّ من المشروعين التركي والروسي قائم بذاته، كما يستبعد البحث المواجهة المباشرة بين الدولتين في القوقاز إذا اختلفت الرؤيه بينهما، فالدولتان على علم كامل بخطورة مواجهة كهذه في القوقاز.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.