معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ومعهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، وبالشراكة مع البرنامج الأكاديمي لدراسات الجاليات العربية والمسلمة في جامعة سان فرانسيس ينظمون مؤتمراً دوليا بعنوان "المؤتمر الدولي "تدريس فلسطين: الممارسة التربوية وشمولية العدالة"

 

قال رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة "إنّ استهداف التعليم الفلسطيني كان وما زال هدفاً استراتيجيّاً لدولة الاحتلال ومؤسساتها، ما يجعلها لا تتوانى عن قمع الحراكات التي تظهر في حرم الجامعات الفلسطينية على الدوام، وتستهدف البنية التحتية للتعليم الفلسطيني"، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي "تدريس فلسطين: الممارسة التربوية وشمولية العدالة"، والذي نظمه معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ومعهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، وبالشراكة مع البرنامج الأكاديمي لدراسات الجاليات العربية والمسلمة في جامعة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء، 20 آذار 2018.

وأضاف د. أبو حجلة: "كان استهداف التعليم الفلسطيني جليّاً في الضغوطات التي تمارسها بعض الجهات المانحة في فرض التنقيحات والمراجعات على المناهج الفلسطينية، مقابل إعادة تمويل مؤسسات السلطة، سعياً إلى تطبيع هذه المناهج ومحوِ الإرث المقاوم منها، كمحاولة لمنع تثقيف الأجيال القادمة، وجعل أفرادها مواطنين منصاعين لا يشكّكون في الوضعِ الراهن غيرِ العادل، ولا يحاولون تغييرَه، كما ويتم استهداف تدريس فلسطين والقضية الفلسطينية كمشروع تعليمي وكدعوة تحررية في دول العالم أجمع، وغالباً ما يتعرّض مناصرو العدالة في فلسطين لحملات ضدهم، بهدف إسكات الأساتذة والطلبة الذين يدرسون أو يدرّسون القضيةَ الفلسطينية، كمحاولة للحدّ من دعم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الدولية لفلسطين".

من جهتها تحدثت مديرة معهد إبراهيم أبو لغد د. لورد حبش عن دور الجامعات في التصدي لسياسات الاحتلال، مبينة أن أهمية المؤتمر تأتي في إعادة التفكير بتدريس فلسطين في المناهج والمقررات التربوية وطرق تدريسها في فلسطين وفي العالم، من قبل أكاديميين وناشطين ومدافعين عن القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقالت: "إن إعادة التفكير في تدريس فلسطين وتمحيص رؤى الباحثين والناشطين وعرض التجارب المختلفة للباحثات والباحثين المرموقين، والناشطين المجتمعين والمدافعين عن القضايا العادلة في الهند وافريقيا وأمريكا والوطن العربي وأجزاء أخرى من العالم من شأنه خلق معرفة جديدة وبناء أسس لشراكات واسعة بين الجامعات والمراكز البحثية من أجل اقتراح سبل ومقاربات جديدة تدعم وتعمق المعرفة حول فلسطين."

انعقد المؤتمر على ثلاث جلسات، سبقها تعريف ومقدمة بالمؤتمر ومفاهيم العدالة والممارسات التربوية قدمها كل من الأستاذ في جامعة كاليفورنيا لوس انجلوس د. روبين كيلي، ومديرة البرنامج الأكاديمي لدراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر رباب عبد الهادي.

الجلسة الأولى كانت عبارة عن لقاء طاولة مستديرة ناقشت التعليم العالي في فلسطين وشارك فيها أساتذة من جامعة بيرزيت هم: د. علاء العزة، ود. مجيد شحادة، ود. غادة المدبوح، ود. عبد الكريم أبو خشان، وأدارت اللقاء الأستاذة في مركز دراسات المرأة د. رلى أبو دحو.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان "الرقابة على فلسطين: الاقتصاد السياسي للصهيونية والليبرالية الجديدة"، وتحدث فيها كل من المتخصصين في مواضيع العدالة والعنصرية: ماميرا بروسبر، وتابيثا كليست مصطفى، وجيمي فيفي، وسليم شحادة، وتيرينس فريزر، وأدار الجلسة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم.

أما الجلسة الثالثة، والتي أدارتها أستاذة دراسات المرأة في جامعة بيرزيت د. أميرة سلمي، ناقشت المناهج الدراسية والتربوية في ظل الاستعمار، وتحدث في الجلسة كل من: نينا رينتيريا، ماثشيديسو موسونينغ، دانييل باز، وميسليسيا ان توس.

وقد اختتم المؤتمر بجلسة تقييمية، تحدث فيها كل من د. رباب عبد الهادي، ود. رنا بركات، ود. روبين كيلي، عن أهمية مثل هذه المؤتمرات والنشاطات التي تتناول القضية الفلسطينية من مدخل إنساني، وتشجّع على التعاون ومشاركة التجارب للتعلّم منها.