حوار مفتوح بعنوان "الأسباب الكامنة وراء المصالحة الفلسطينية"

 

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ودائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت يوم السبت بتاريخ 14 تشرين الأوّل 2017 حواراً مفتوحاً بعنوان "الأسباب الكامنة وراء المصالحة الفلسطينية"، شارك فيه كلّ من الدكتور علي جرباوي، مدير برنامج الماجستير في الدراسات الدولية، والدكتور باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية.

افتتحت الدكتورة لورد حبش، مديرة معهد إبراهيم أبو لغد جلسة الحوار، مرحبةً بالحاضرين ومؤكدةً على أهمية طرح قضايا الساعة كمواضيع للنقاش، خاصّة وأنّ عقد هذه الحوارات تعد جزءاً من مهمّة المعهد في تعزيز القدرات على تحليل وتفسير وفهم الواقع.  

وقد تحدّث الدكتور باسم الزبيدي في مداخلته عن الأسباب الكامنة وراء المصالحة الفلسطينية كما يراها، مُرجعاً الزبيدي قيام المصالحة لثلاثة أسباب؛ أولها داخلياً فلسطينياً، منها ابتعاد الشارع الفلسطيني عن الاهتمام بتوحيد الانقسام وانشغاله في أموره اليومية. أما العامل الاسرائيلي، فيرتكز على الاختراقات في العلاقات العربية الإسرائية، إلى جانب ازدياد التطرف في المجتمع الإسرائيلي ورغبة إسرائيل بالابتعاد عن حل الدولتين. أمّا إقليمياً، فقد أرجعها الزبيدي إلى تراجع مكانة فلسطين عربياً بعد الثورات العربية، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، إلى جانب الزيادة في الدعم الأمريكي للجانب الإسرائيلي من بعد تولي دونالد ترامب الحكم، وما رافقه من تراجع الدعم للقضية الفلسطينية.

وبيّن الزبيدي أنّ ما تم إنجازه حتّى اللحظة هو التوقيع على اتّفاق المصالحة وليس تنفيذها، موضّحاً أنّ التباين الاجتماعي والاقتصادي بين مجتمعيْ الضفة وغزة سيكون من تحدّيات استمرار تحقيق المصالحة، بالإضافة إلى قضية التنسيق الأمني الذي أكد على أنها نقطة جوهرية ورئيسية قد تقف حاجزاً أمام استكمال المصالحة.

واتّفق د. علي الجرباوي بدوره على الكثير من التفاصيل التي طرحها الزبيدي، إلا أن الجرباوي أتى ليفسر الأسباب الكامنة وراء المصالحة من خلال الرجوع للإطار العام للمصالحة من خلال طرحه لسؤال "لماذا الآن" وصولاً للتنبّؤ بنجاح هذه المصالحة. لقد اعتبر الجرباوي أن اللاعبين الأساسين، سواء في الضفة أو غزة أو مصر، هم أنفسهم، وأن الأهداف أيضاً لم تتبدل، ولكن المتغير الأساسي المتمثل بالرغبة الأمريكية وإدارتها هي التي تغيرت، والتي تمثلت برغبة دونالد ترامب في تحقيق "صفقة العصر"، ما دفع بأمريكا إلى ضرورة إقناع إسرائيل بأهمّية تحقيق المصالحة، كون منافعها أكبر من منافع الانقسام.

واختُتم الحوار بطرح العديد من الأسئلة من قبل الحاضرين الذين تفاعلوا مع النقاش، والتي تمحورت حول عدد من المواضيع، منها الدور الذي لعبه الشارع الفلسطيني في تحقيق اتّفاق المصالحة.