ندوة عامة لطلاب مساق الاتحاد الاوروبي ضمن سلسلة مساقات جان مونيه حول الاتحاد الأوروبي

Image: 

 

أقام معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ندوة عامة بتاريخ الأول من حزيران 2017، وذلك ضمن سلسلة مساقات جان مونيه حول الاتحاد الأوروبي، قام فيها مجموعة من طلبة مساق الاتحاد الأوروبي بعرض أوراقهم البحثية التي قاموا بإعدادها خلال المساق، بحيث عالجت الأوراق قضايا وشؤون ما زالت تشغل الاتحاد الأوروبي.

وقد أدار الندوة د. رائد بدر مشرف مساق الاتحاد الأوروبي، بحيث عرّف الحضور بالطلبة وبالأساتذة المشاركين وبطبيعة المساق وبرنامج الندوة. قُسّمت الندوة إلى جلستين: الأولى بعنوان "الاتحاد الأوروبي: حراك وتكامل"، بحيث ابتدأ الجلسة الطالب محمود صبّاغ وقدم عرضاً عاماً وشاملاً لورقته البحثية بعنوان "الاتحاد الأوروبي بين الدولة الحديثة والنظام الليبرالي: الاستمرار والتحوّل في بناء المستوى الهيكلي"، حيث قام فيها بالنظر إلى استمرارية وبقاء الاتحاد الأوروبي في ظل نظام دولي متغيّر، وذلك من خلال توظيف نظرية "الأنظمة التكيّفية المعقّدة"، التي تعالج حالة تكيّف الدول والفواعل فوق الدول في ظل نظام عالمي مركّب ومعقّد، ويحاجج محمود في ختام دراسته أن مشروع الاتحاد الأوروبي لا يزال يشهد مرحلة بناء مستمرة ومتكّيفة مع النظام الدولي والتقلبات الحاصلة فيه.

من ثم قدّم الطالب سائد كرزون ورقته البحثية بعنوان "القيم والمواطنة السبيل لسياسة خارجية وأمنية موحّدة للاتحاد الأوروبي"، يحاجج فيها أن المنظومة القيمية والمعيارية للاتحاد ساعدت على تطوّره اقتصادياً، ولا شك أنها ستساهم في ارتقائه سياسياً على المدى البعيد، متجاوزة الحالة الصراعية في القرن الماضي، وساعية نحو حالة تعاونية ذات انتماء فوق قومي، في سبيل الوصول إلى "مواطنة أوروبية" مشتركة ومن ثم "هوية أوروبية".

حاول سائد في دراسته الربط ما بين المواطنة الأوروبية وعلاقتها وتأثيرها على صياغة سياسة أمنية وخارجية موّحدة، مبيّناً أنه بالتركيز على المصالح والنقاط التي تشترك فيها الدول القومية المختلفة داخل أوروبا يمكن بلورة مستقبل جماعي خاضع لمعايير ومصالح واحدة، بالتالي سياسات موّحدة ومتوازية.

ثمّ قدّمت الطالبة يسرى القواسمي ورقتها البحثية بعنوان "التعليم مصدر قوّة للاتحاد الأوروبي"، حيث تحاجج فيها أنه كلما زاد اهتمام الاتحاد الأوروبي بالتعليم كلما عزز من قوّته الناعمة وإنتاجه الفكري والثقافي وبالحاصل فإنه سيجعل من أوروبا قوية وموحّدة. من ثم عرضت مجموعة من الأمثلة على مشاريع تعليمية يقوم الاتحاد بدعمها بشكل مباشر وعلى مدى سنوات عدّة، ورأت أن مثل هذه المشاريع كان لها أثر على المدى المتوسط  والبعيد على مكانة أوروبا في النظام الدولي.

في ختام الجلسة قام كل من د. روجر هيكوك ود. عاصم خليل بالتعقيب على الأوراق البحثية للطلاب الثلاثة، حيث رأى د. هيكوك أن الطلبة الثلاث يملكون نظرة مثالية في معالجتهم للقضايا التي تواجه الاتحاد في القرن الواحد والعشرين، مع ذلك فقد أيد مثل هذه النظرة بحيث رأى أنها مهمة للجيل الشاب الفلسطيني في صياغته مستقبلاً أكثر سلماً وتفاؤلاً. أما د. عاصم فقد عقّب على الأوراق البحثية بعين جدلية، فقدم عدّة تساؤلات للطلاب لمساعدتهم على تطوير حججهم برؤية أكثر نقدية.

في الجلسة الثانية من الندوة تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي في زمن الأزمات" قدمت كل من ديالا ابراهيم وحنين أبو الهوى وخالد زين الدين أوراقهم البحثية، والتي جاءت جميعها مرتبطة ومتشابكة فيما بينها. فقدمت ديالا ورقة ذات بُعد اقتصادي سياسي تحت عنوان "أي تداعيات للأزمة اليونانية على الاتحاد الأوروبي"، وناقشت أسباب الأزمة ومن ثم الاختلافات الداخلية في النظر إلى معالجة هذه الأزمة داخل الاتحاد، ورأت أن أثر الأزمة لا يزال قائماً ولا يزال أثره ظاهراً على اقتصاديات دول الاتحاد.

أما الطالبة حنين فقدمت ورقة بحثية ذات بُعد وصفي تحت عنوان "أي مستقبل للاتحاد الأوروبي في ظل صعود الأحزاب الشعبوية"، وناقشت في دراستها أسباب صعود الأحزاب الشعبوية وارتباطها بأزمات أوروبا المتختلفة، وكيف تستغل هذه الاحزاب الأزمات الحالية للترويج لأفكارها وسياساتها داخل أوروبا.

ثمّ قدّم الطالب خالد ورقة بعنوان "البريكست وأثره على مستقبل الاتحاد الأوروبي"، بحيث نظر فيها إلى طبيعة العلاقة التاريخية بين الاتحاد وبريطانيا، ثم ناقش سيناريوهات مختلفة حول أثر خروج بريطانيا على مؤسسة الاتحاد وعلى بريطانيا نفسها.

عقّب كل من د. نايف أبو خلف ود. طارق دعنا على الأوراق البحثية للطلاب الثلاث، وأشادوا بالمحتوى البحثي للأوراق، واختتم الندوة د. بدر شاكراً الطلبة على جهودهم البحثية والأساتذة المشاركين على آرائهم ونصائحهم الثرية.

 

Date: 
الخميس, يونيو 1, 2017 - 14
Location: 
جامعة بيرزيت