محاضرة عامة حول "إيران في عصر روحاني"

 

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، يوم الخميس الموافق 9 كانون ثاني 2014، محاضرة عامة بعنوان: "إيران في عصر روحاني" والتي تحدّث خلالها الأستاذ أليكس شمس، المختص في الشأن الإيراني، حول تداعيات وجود روحاني في رأس الهرم السياسي الإيراني. موضحاً التغيرات السياسية في داخل إيران والتي أنتجت إمكانية المصالحة مع أمريكا، مشيراً إلى تأثير الأحداث الدولية في سوريا وفلسطين على إيران. كما تطرّق إلى الاتفاق الإيراني مع دول الخمسة + 1 منوهاً إلى أن الاتفاق بالنسبة للشارع الإيراني هو شيء غير مسبوق في تاريخ إيران، من حيث رمزية ذلك الاتفاق والتي تؤشر إلى إمكانية قيام سلام بين الولايات المتحدة وإيران.

أشار الأستاذ أليكس إلى إمكانية تفسير الاتفاق الأخير على ثلاثة مستويات: العلاقات الأمريكية الإيرانية، والسياسة الداخلية الإيرانية، والتغيرات في المنطقة. مشيراً إلى أن صناعة القرارات في إيران ليست خاضعة لشخص واحد، وإنما هناك قرار ديموقراطي، بحيث تعبّر كل مجموعة إيديولوجية في الحكومة عن نفسها، وبالتالي فالقرارات تعبّر عن مزيج من أطياف مختلفة تجمع الإصلاحيين والثوريين، وكل فئة تنظر إلى الأمور من زاويتها.

كما أشار السيد شمس إلى أن تجربة الحرب الإيرانية العراقية كانت نقطة جوهرية في التاريخ الإيراني، حيث تعلّمت إيران منها ضرورة الإعتماد على نفسها بشكل أساسي، وليس الاتكال على أي من القوى الأخرى. بالإضافة على ذلك، فقد تحدث السيد أليكس عن فكرة المعارضة في إيران، مشيراً إلى أن الإصلاحيين معارضين للثورين وليس للحكومة أو الدولة الإيرانية، حيث أنهم جاؤوا ليصلحوا نظرة الثوريين للحرب، والتي يروا بأنه من الضروري استفادتهم من الحرب بأن يبنوا علاقات جيدة مع الدول الأخرى، ما يجعل هناك إمكانية دائمة للحوار.

أما من الناحية الإيرانية الداخلية، فقد أحدث روحاني تغيراً جذرياً في السياسة الخارجية والداخلية الإيرانية. وقد كان هنالك العديد من الأسباب التي قادت إلى وصول روحاني إلى الحكم هناك، كان من أهمها الوضع الإقتصادي المتردي في إيران نتيجة العقوبات الشديدة المفروضة عليهم إبان فترة أحمدي نجاد. والتي أدت إلى فقدان العملة الإيرانية لقيمتها بنسبة 80%، الأمر الذي أحدث أزمة إنسانية غير مسبوقة. إضافة إلى الحديث المتنامي عن تزوير نتائج الانتخابات السابقة والتي قادت إلى تجديد فترة ولاية نجاد.

أما بالنسبة للأحداث الإقليمية وتأثيرها على إيران، فقد أشار شمس إلى أن أحداث سوريا أثرت بشكل كبير على القيام باتفاق جنيف؛ كما أن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا قد غيّر النظرة الإيرانية للأحداث في سوريا وللنظام السوري بشكل عام. كما كان الإيرانيون يتحدثون عن صحوة دينية في الوطن العربي أثناء الربيع العربي، ولكن كل ذلك تغيّر، إذ لم يعد الإيرانيون يرون ما يجري هو صحوة دينية نظراً لما أحدثته من صراع طائفي وهو ما احدث تخلي عن النظرة الدينية للأمور.