محاضرة ضمن مساق الإتحاد الأوروبي: تاريخ، قانون ومؤسسات بعنوان: "الهجرة إلى أوروبا بين الاقتصاد والسياسة."

 

استضاف معهد إبراهيم أبو الغد للدراسات الدولية يوم الخميس الموافق 20 تشرين ثاني2011 الدكتور فيليب فارغ، ديمغرافي ومدير مركز سياسة الهجرة في معهد الجامعة الأوروبية، في محاضرة ضمن مساق "الإتحاد الأوروبي: تاريخ، قانون ومؤسسات." جاءت المداخلة بعنوان "الهجرة إلى أوروبا بين الاقتصاد والسياسة." تطرق د. فارغ إلى العديد من القضايا مثل تعريف الهجرة، والهجرة داخل بلدان الإتحاد الأوروبي، ومستويات الهجرة، إضافةً إلى أهم تحديات الهجرة التي يواجهها الإتحاد الأوروبي. كما سلط الضوء على الأزمة السكانية التي تواجهها أوروبا والمتمثلة بارتفاع نسبة كبار السن، وبالتالي اقترح د. فارغ أنه يمكن حل هذه الأزمة من خلال الهجرة إلى دول الإتحاد.

تطرق د. فيليب إلى تعريف الهجرة مشيراً إلى أنها خروج الشخص من مكان سكنه الأصلي وعبر حدود دولة أخرى. ثم عرض معايير الهجرة والتي تمثلت في؛ أولاً أن يكون المواطن حاملاً للجنسية القانونية؛ وثانياً أن يكون البلد المراد الهجرة منه هو بلد المولد الأصلي. علاوة على ذلك، تطرق د. فارغ إلى تعريف اللاجئ كما هو منصوص عليه في اتفاقية جنيف 1951 والتي تعرّف اللاجئ بأنه "كل شخص يوجد نتيجة لأحداث وقعت قبل الأول من يناير سنة 1951، وبسبب خوف له ما يبرره من التعرض لاضطهاده لأسباب ترجع لدينه أو جنسه أو عرقه أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، خارج بلد جنسيته ولا يستطيع أو لا يريد بسبب ذلك التخوف أن يستظل بحماية دولته." كما أشار د. فارغ إلى أن هذا التعريف لا ينطبق على اللاجئ الفلسطيني والذي تم تعريفه وفقاً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- الأونروا على انه: "أي شخص كانت فلسطين مكان إقامته المعتادة خلال الفترة من 1 حزيران 1946 إلى أيار 1948، وفقد منزله وسبل معيشته نتيجةً لصراع سنة 1948".

كما تحدث د. فارغ عن الاتحاد الأوروبي وآلية تعامله مع قضية الهجرة ومدى ارتباطها بسيادة الدول ووعد ارتباطها بسياسة الإتحاد. كما أوضح د. فيليلب مستويات واتجاهات الهجرة، حيث أشار إلى أن عدد اللاجئين انخفض وبلغ عددهم 10.5 مليون. ولكن على الرغم من ذلك يوجد هناك ارتفاع في أعداد المشردين داخلياً مما يدل على أن عبور الحدود الدولية هي في غاية الصعوبة.

 

وأشار د. فيليب إلى أن أوروبا، لا سيما على مدى السنوات الثلاثين الماضية، تعتبر مستقبل ثانوي للاجئين. كذلك فإن  الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على أوروبا والعالم عام 2008، انعكست سلباً على سياسات الهجرة. ثم تحدث عن أثر العولمة على الهجرة، حيث أنه في زمن العولمة أصبحت المعرفة والاقتصاد من أهم العوامل التي تشجع على الهجرة. 

اختتم د. فيليب محاضرته بالإشارة إلى التحديات الديمغرافية، والاقتصادية والاندماجية التي تهدد الاتحاد الأوروبي. فالأزمة الاقتصادية في عام 2008 أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة بشكل ملحوظ، كما أن التحدي الديمغرافي متمثل في التناقص المستمر في فئة سن العمل، أما التحدي الأخير وهو الاندماج، فيتجلى في تعدد الأصول والخلفيات الثقافية. وانتهت المحاضرة بتساؤل د. فيليب عن إمكانية تفسير أحداث الشغب في الأحياء العرقية كمؤشر على فشل أو نجاح سياسة الاندماج؟