تطور هيكل القوة الإقليمية في الشرق الأوسط

Image: 

نظّم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية وبرنامج ماجستير دراسات دولية بالتعاون مع دائرة العلوم السياسية/ كلية الحقوق والإدارة العامة، يوم السبت 6 أيار / مايو 2023، محاضرة عامة بعنوان "تطور هيكل القوة الإقليمية في الشرق الأوسط"، قدّمها د. نوري يسيلورت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أنقرة، وأدار المحاضرة والنقاش د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت.

ناقش د. يسيلورت تطور هيكل القوة الإقليمية في الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 حتى اليوم؛ معتبراً أن السياسة الإقليمية غير ثابتة، وأن الإقليم يشهد محاولات دائمة لتشكيله في كل عقد تقريباً. ففي الأربعينيات من القرن العشرين ظهر نظام الدول العربية ومحاولة الاتحاد بين الدول العربية، لكن ظهور دولة الاحتلال (إسرائيل) في المنطقة العربية عكس الرغبة الغربية في السيطرة على العالم العربي. وفي الخمسينيات اندلعت ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952، وحاولت مصر قيادة المنطقة العربية ومواجهة التدخلات الخارجية. وبالتزامن ظهرت محاولات إقليمية وغربية لإنشاء تحالفات مضادة للمد السوفييتي والقومية العربية. وكان العام 1956 مفصلاً مهماً في الإقليم من حيث صعود الرئيس المصري جمال عبد الناصر في العالم العربي وصدّ العدوان الثلاثي على مصر إبان أزمة السويس. ومن ناحية أخرى ازداد التدخل الأميركي والسوفييتي في المنطقة العربية خلال الحرب الباردة.

في الستينيات آلت هزيمة حرب عام 1967 إلى توسّع إسرائيل في المنطقة والفشل في تحقيق الوحدة العربية. وأبرمت مصر مع إسرائيل اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي أدت إلى عزل مصر عربياً وصعود العراق كقوة عربية لملء الفراغ بالتزامن مع نجاح الثورة الإيرانية وسقوط الشاه عام 1979 وصعود الأيديولوجية الإسلامية إثر استلام الخميني قيادة إيران. وفي التسعينيات حاول العراق قيادة الإقليم عبر غزو الكويت عام 1990، لكن القوى العربية الأخرى انضمت لتحالف الولايات المتحدة الأميركية لإخراج العراق من الكويت ورفض هيمنته الإقليمية.

في مطلع القرن الحادي والعشرين بدت مرحلة جديدة في الإقليم عبر بروز قوى المقاومة إثر الغزو الأميركي للعراق عام 2003 والذي أدى بإيران للتغلغل في المنطقة العربية إثر الفراغ الإقليمي الناجم عن سقوط بغداد. ومع انتفاضات العام 2011، أصبح هناك منافسة في الإقليم بين ثلاث محاور هي المحور الإيراني والتركي والسعودي. وخلص د. يسيلورت إلى أن محور تركيا لم يربح المنافسة الإقليمية أمام قوى الوضع الراهن.

Date: 
السبت, مايو 6, 2023 - 00
Location: 
جامعة بيرزيت