نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الأربعاء، 11 كانون الأول 2024، ندوة بعنوان "السياسة الخارجية لترامب: ما سبق وما هو آت". قدمها أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم، وحاورته مساعدة البحث في المعهد سلمى حمزة.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من إدارة المعهد، تناولت التعريف بالمحاضر وأهمية الموضوع المطروح في ظل التحولات السياسية الراهنة. وأكدت الكلمة أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي يسعى من خلالها المعهد إلى تحليل السياسات الدولية وانعكاساتها، لا سيما على منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.
استهل الدكتور عبد الرحمن الحاج إبراهيم مداخلته بتحليل شخصية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى الملامح الرئيسية التي شكّلت توجهاته السياسية. ولفت إلى انحيازه الواضح للاحتلال الإسرائيلي من خلال قرارات مفصلية، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها، فضلاً عن الترويج لـ"صفقة القرن"، التي اعتبرها دليلاً على إدارته السياسة بعقلية الصفقات التجارية.
تناولت المداخلة كذلك انسحاب إدارة ترامب من عدد من الاتفاقيات الدولية، وسلطت الضوء على سياساته تجاه الصين وتايوان وأوكرانيا واليابان. وخصص د. عبد الرحمن جزءًا كبيرًا من حديثه لاستعراض تأثير هذه السياسات على الشرق الأوسط، خاصة في ظل انحيازه الكامل للاحتلال الإسرائيلي وتجاهله الحقوق الفلسطينية.
في الجزء الثاني من الندوة، قدم د. عبد الرحمن رؤية مستقبلية للسياسة الخارجية الأمريكية في حال عودة ترامب إلى السلطة. وتوقع استمرار النهج الانعزالي، وتزايد الانسحابات من المؤسسات الدولية متعددة الأطراف، فضلاً عن تصعيد الضغوط الاقتصادية على خصوم الولايات المتحدة، مثل الصين وإيران.
شهدت الندوة نقاشًا تفاعليًا مفتوحًا، حيث طرح الحضور من طلبة وأكاديميين تساؤلات حول مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتأثيرها على القضايا الإقليمية، مع التركيز على الانقسامات العربية والأحداث في سوريا، إلى جانب تصريحات ترامب حول المنطقة.
اختتمت الندوة بتوجيه الشكر للدكتور عبد الرحمن الحاج إبراهيم على مداخلته القيمة، والإشادة بدور المعهد في تنظيم لقاءات تسهم في تعميق الفهم حول التطورات السياسية الدولية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية والمنطقة.