معهد ابراهيم ابو لغد

إطلاق سلسلة الندوات الفكرية في جامعة بيرزيت: من فلسطين إلى أمريكا اللاتينية: التضامن ومقارعة الاستعمار

.  

إطلاق سلسلة الندوات الفكرية في جامعة بيرزيت: من فلسطين إلى أمريكا اللاتينية: التضامن ومقارعة الاستعمار

عقدت، يوم الأربعاء 22 تشرين الأول 2025 ، الساعة 7:00 مساءً، ندوة بعنوان من فلسطين إلى أمريكا اللاتينية: التضامن ومقارعة الاستعمار، وجاءت هذه الندوة استكمالاً لسلسلة الندوات التي ينظمها معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، بعنوان "فلسطين: البوصلة والتاريخ في قلب التحولات العالمية".

تضمنت الندوة مشاركة من مناصري القضية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية. حيث؛ ضمت المتحدثين  بابلو أبوفوم وهو  فيلسوف وعالم أحياء ومتحدث باسم شبكة تنسيق فلسطين في التشيلي ومدير دار النشر التشيلية الفلسطينية “النار" ؛ والمتحدث خوان سانشيز راميرز وهو أستاذ في كلية الآداب في الجامعة الوطنية الكولومبية ومدير اتحاد أساتذة الجامعات في كولومبيا وعضو في حركة الوحدة العمالية والاشتراكية ؛ والمتحدث أوسكار فارغاس الأكاديمي والناشط في مجموعة "تضامن أنتيميلي": مجموعة مناصرة لفلسطين ومناهضة للعسكرة في كولومبيا.

في مداخلة له، تناول بابلو أبوفوم أهمية بناء روابط استراتيجية بين فلسطين وأمريكا اللاتينية، مشيراً إلى التاريخ الطويل للجالية الفلسطينية في تشيلي التي بدأت بالاستقرار هناك منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وأوضح أبوفوم أن هذه الجالية اكتسبت مكانة بارزة في المجتمع التشيلي، إذ تطور أفرادها من باعة متجولين إلى رجال أعمال ومسؤولين، فضلاً عن دورهم الفاعل في مجالات الأدب والصحافة والثقافة. كما أشار إلى أن تزايد اندماج الجالية في الحياة التشيلية أدى تدريجياً إلى تراجع ارتباطها المباشر بالقضية الفلسطينية، إلا أن هذا الواقع شهد تحولاً ملحوظاً بعد السابع من أكتوبر، حيث برزت حركات مؤيدة لفلسطين أنشأها أبناء الجالية الفلسطينية أنفسهم. واختتم أبوفوم طرحه تساؤلات حول طبيعة التحالفات والآليات الممكنة لتحقيق التحرير الفلسطيني في ظل الواقع الدولي الراهن.

أما خوان سانشيز فبدأ حديثه عن تاريخ الجالية الفلسطينية في كولومبيا، موضحاً أن حجم هذه الجالية يعد محدوداً مقارنة بنظيرتها في تشيلي، وغالباً ما تُدرج ضمن إطار الجاليات العربية بشكل عام. تناول سانشيز إسهامات شخصيات أكاديمية وسياسية كولومبية سعت إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع مستوى الوعي بشأنها داخل المجتمع الكولومبي. وتناول أيضاً الدور الإيجابي للحكومة الكولومبية في تعزيز بيئة التضامن مع فلسطين، مشيداً بموقف الرئيس غوستافو بيترو الداعم للقضية الفلسطينية على الصعيدين السياسي والإنساني. وأشار سانشيز إلى أنه بعد السابع من أكتوبر شهدت كولومبيا نشوء عدد من الهيئات والمنظمات الداعمة لفلسطين، مؤكداً على أهمية دور الرابطة العالمية الاشتراكية في هذا السياق. كما حذر من مخططات "السلام" التي تصب في مصلحة نتنياهو والجانب الصهيوني، داعياً إلى استمرار دعم الشعب الفلسطيني باعتباره واجباً إنسانياً وأمراً ضرورياً لمواجهة الإمبريالية العالمية. واختتم سانشيز مداخلته بتساؤلٍ لافتٍ حول كيفية تأثير دولة صغيرة ذات تعداد سكاني محدود، مثل فلسطين، في الخطاب السياسي الكولومبي، وما يعكسه ذلك من عمق حضور القضية الفلسطينية في الوعي اللاتيني.

 

في مداخلة تحليلية، تناول أوسكار فارغاس طبيعة العلاقات بين دول أمريكا اللاتينية وشركات الأسلحة الإسرائيلية، مسلطاً الضوء على أبعاد التواطؤ التي تتجسد في صفقات تسليح وعلاقات أمنية تسهم في إدامة البنى العسكرية الإقليمية والعابرة للقارات. ورأى أن بناء تحالفات مع فلسطين لا ينبغي أن يظل محصوراً في شعارات تضامنية مجردة، بل يجب أن يتحول إلى استراتيجيات فعلية تؤطر لجهود تفكيك المؤسسات العسكرية الممتدة دولياً ومعارضة السياسات والحكومات التي تدعمها. كما دعا إلى ربط التضامن بآليات ضغط ملموسة قانونية، اقتصادية وسياسية تستهدف شبكات التسلح والعلاقات التي تغذي العنف. واختتم مداخلته بطرح تساؤل منهجي حول كيفية إبراز منظومة الإبادة الجماعية بصورة توضح الفارق بين الخطاب القولي والتضامن الملتزم فعلاً، داعياً إلى تطوير أدوات تقييم وسياسات قادرة على ترجمة الموقف الأخلاقي إلى فعل منسجم ومستدام.