- English
- العربية
استضاف مساق "مدخل لدراسات اللجوء والهجرة الدولية" في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم السبت ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٠ ، مسؤول الملف الوطني لدعم صمود الشتات الفلسطيني في هيئة شؤون المنظمات الأهلية، ومؤسس ورئيس مؤسسة "قامات لتوثيق النضال الفلسطيني" أنس الأسطة، عبر منصة زووم الإلكترونية، حيث تحدث عن وضع الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في الشتات وبشكل خاص حول مخيمات لبنان مستندا في حديثه على خبرته الميدانية في مخيمات لبنان، حيث عمل ضمن مؤسسة مقرها لبنان تسمى "تواصل" وتمكن من زيارة لبنان أكثر من ١٣ مرة.
في الجزء الأول من حديثه سلط الأسطة الضوء على أوضاع اللاجئين الصعبة التي باتت تعاني آثار الاستمرار في تقليص مساعدات الأونروا في دولة تعتبر دولة سياحية ومرتفعة التكاليف، وغالبا ما تبرر هذه الظروف بمبررات ديموغرافية وسياسية بحجة المحافظة على هويتهم وحقهم بالعودة. ومن أبرز هذه المشكلات تأتي مشكلة الفقر الشديد وضعف البنى التحتية في المخيمات، والبطالة الناتجة عن منعهم من العمل في معظم المجالات، فقائمة المهن الممنوعة عليهم تزيد عن ٧٥ مهنة. يضاف إلى ذلك مجموعة كبيرة من المشاكل المتعلقة بالقيود المشددة على حقوقهم في التملك والتنقل الذي لا يتم الا بتصاريح من الأمن العام اللبناني. ولا يستثنى قطاع التعليم من هذه القيود والمعيقات، فإن اللاجئين الفلسطينيين يواجهون تحديات شديدة في مجال التعليم كونهم غالبا ما لا يتم قبولهم في الجامعات الحكومية لأنهم فلسطينيون، ولا يمكنهم تحمل تكاليف تلقي التعليم في الجامعات الخاصة. وختم الضيف حديثه عن المشاكل التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون هناك بمشكلة تفشي ظاهرة المخدرات بين مختلف الفئات العمرية من اللاجئين الذين انقطعت بهم السبل ودفعتهم لاعتماد ترويجها كوسيلة لكسب الرزق وإعالة أسرهم.
وفي القسم الثاني من مداخلته استعرض الضيف إطار عمله مع فريق الملف الوطني لدعم صمود الشتات الفلسطيني وأبرز نشاطاتهم وابحاثهم، ومنها مشروع بحثي مع مجموعة من الأطباء الفلسطينيين تم إجراؤه حول ما أسماه "المتلازمة الأيضية" في المخيمات ومدارسها والذي تم نشره في مجلة لانست العالمية، والتي أظهرت نتائجه حجم الفجوة في الظروف الصحية بين مدرسة المخيم الفلسطيني ونظيرتها الخاصة بمدينة صيدا التي لا تبعد سوى ٢ كم، وهو ما أعزاه لظروف المعيشة وتقصير كل من الأونروا ومنظمة التحرير. أما النشاط الثاني الذي أشار إليه الضيف فكان مشروع "أشجار العودة" بالتعاون مع عدد من المنظمات الأهلية في فلسطين ولبنان، والذي يقوم على مبدأ تشجيع الأفراد على غرس أشجار أمام بيوتهم وتصويرها مع إرفاق اسماءهم وعائلاتهم وعناوينهم ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي مما يساعد في تعريف العائلات ببعضها وتمكينها من التواصل. وأخيرا تقدم باقتراح العمل على تعاون مشترك لتنفيذ فكرة "خيّم بالمخيم" والتي من خلالها يتم تقديم فرصة لعدد من الطلبة والباحثين للذهاب إلى لبنان والإقامة في المخيم والاطلاع على ظروف حياة اللاجئين مما يتيح توسيع المعرفية حول تفاصيل حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء. وأخيرا تم فتح باب النقاش والاستفسار أمام الطلبة الذين تنوعت اسئلتهم حول مواضيع عدة منها تلك المتعلقة بأشكال التضامن الاجتماعي وآليات السفر والوثائق المطلوبة لذلك وحجم الهجرة التي غالبا ما تكون هجرة غير شرعية إلى خارج لبنان، إضافة إلى مسائل حول اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا وآمال العودة والصورة النمطية المتبادلة بين الفلسطينيين واللبنانيين.
ويأتي هذا اللقاء ضمن مشروع المعرفة والحرب، وهو مشروع بحثي ممول من قبل وكالة التنمية النمساوية