محاضرة لمعهد إبراهيم أبو لغد تناقش تحديات البحث الميداني في دول الجنوب

     نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الأربعاء 29 آذار 2017 محاضرة عامة بعنوان "تحديات البحث الميداني في دول الجنوب" ألقتها أستاذة معهد النوع الاجتماعي ونائبة مدير مركز المرأة والسلام والأمن في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية د. مارشا هنري، وذلك ضمن مشروع "تطوير البحث والتعليم في الإقتصاد السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقد ركّزت د. هنري في محاضرتها على المعضلات والتحدّيات التي يواجهها الباحثون عامّة في الميدان في دول الجنوب تحديداً، نتيجة التفاوت في علاقات القوى بين الباحثين والمبحوثين لأسباب عدّة متعلّقة بالاختلافات العرقية، وخصّصت في حديثها الإشكالات التي تواجهها الباحثات النسويات، موضّحةً أنّ العقد الأول من الألفية الثالثة شهد بروز العشرات من الأدبيات والكتب التي تناقش معضلة العمل النسوي الميداني، ومشيرةً إلى أن الأبحاث النسوية نجحت بجلب الانتباه نحو الاهتمام بعلاقات النوع الاجتماعي خاصّة في البحث الميداني الذي عادةً ما يكون مسيّساً.

     وأضافت د. هنري أن الفترة الماضية شهدت تعزيز موقع الباحثات الأكاديميات مع تقليص دور النمطية الذكورية في الأبحاث الميدانية، وكشفت أن الباحث يتحمل مسؤولية كبيرة في إطلاق الثورات والتنمية الاجتماعية، وبيّنت أن على الباحث أن يلتزم بشروط متبادلة مع المجتمعات التي يدرسها خاصة وأنه يتحدث نيابة عن سكانها، وأكدت أن هناك إمكانية دائمة لسوء تمثيل المجتمعات من قبل الباحثين، مما يخلق إشكاليات عديدة. من هنا، أكدت د. هنري أن على الباحث أن يكون مستعدا دوما لتقبل جميع الآراء فور نشره  للأبحاث، وأشارت إلى أن العديد من المجتمعات قد تشتكي من نوعية الأبحاث وطريقة تعامل الباحثين مع أفرادها وكيفية تمثيلهم لهم.

وقدمت د. هنري للطلبة بعض النماذج لأبحاث سابقة أثارت نقاشا حول المعضلات الأدبية والأخلاقية البحثية، وسمحت للطلبة بطرح أسئلتهم واسفساراتهم المتعلقة بالمشاكل التي تواجه الباحثين وكيفية التغلب عليها.