استهل الضيف محاضرته بالتأكيد على أن ارتفاع نسبة الوفيات وانخفاض نسبة المواليد لا يؤدي إلى ارتفاع في معدل النمو. بينما في أوروبا هناك انخفاض في معدلات الوفيات بين الأطفال الرضّع، إضافة إلى تحسين ظروف الحياة بما يضمن عمر أطول للفرد، وبالتالي أصبح كبار السن يعيشون مدة أطول مما أثر على البنية السكانية لأوروبا. كما أشار هوغان إلى أن جميع السكان في العالم سيصبحون من كبار السن، وهذه التجربة قد بدأت فعلياً في الدول المتطورة وستنتقل في المستقبل إلى كل من آسيا وإفريقيا. فمثلاً، يعتبر الاقتصاد في الصين مزدهراً وهناك أعداد كبيرة من السكان في سن يمكنهم من العمل والإنتاج، وحتما سيكبر هؤلاء الأشخاص مما سيؤدي إلى ارتفاع نسبة كبار السن من السكان في المستقبل. إضافة لذلك فقد تحدث د. هوغان عن الأسباب المباشرة لانخفاض معدلات الخصوبة مثل انخفاض حجم الأسرة التي يرغب بها السكان، وتأخر سن الزواج والارتباط. ويظهر أثر العوامل الاجتماعية على انخفاض معدلات الخصوبة بوضوح من خلال التأخر في الانتقال إلى مرحلة البلوغ وبالتالي عدم الاستقلالية الاقتصادية، وأيضاً الحاجة الماسة لعمل كل من الزوج والزوجة. ففي أوروبا، أدى الازدياد في معدلات دخول المرأة لقطاع العمل إلى خفض معدلات الخصوبة.
أيضاً أشار البروفيسور هوغان إلى أن حجم السكان القليل في أوروبا لا يشكل أزمة على الإطلاق، لكن الأزمة الحقيقية تتمثل بالركود الاقتصادي الذي اجتاح أوروبا والعالم في العام 2008. كما قال أن ارتفاع نسبة كبار السن من السكان قد تكون ذات منفعة حيث أنها ستخفض من تكلفة إعالة الأطفال وستؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي وستقلل من معدلات الجريمة. واختتم البروفيسور هوغان محاضرته بتقديم حلول لإعالة كبار السن مثل رفع سن التقاعد وتقليل اللجوء إلى التدابير الصحية المبالغ فيها.