- English
- العربية
استضاف معهد إبراهيم ابو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، يوم الاثنين الموافق 28/10/2013، الاستاذ الدكتور فؤاد المغربي، الرئيس السابق لقسم العلاقات الدولية وعلم النفس السياسي في جامعة تينيسي الامريكية في تشاتانوجا، في محاضرة استقطبت حضوراً حاشداً من الطلبة والأساتذة والباحثين. ويأتي الهدف من هذه المحاضرة هو تلخيص البحث الذي يقوم به د. مغربي حالياً وهو تحليل مقارن بين عملية الاستيطان في امريكا الشمالية وفلسطين والطريقة التي تفاعلت بها الشعوب الاصلية مع عملية الاستعمار الاستيطاني. وقد كانت القضية الجوهرية في المحاضرة هي ماذا يحدث عندما تنهار الامور وتخسر الشعوب الاصلية ارضها ومواردها. كيف تبقى هذه الشعوب على قيد الحياة وتستمر في صراعها على حقوقها الاساسية.
أكد د. مغربي في بداية المحاضرة على أهمية المنهج المقارن في دراسة وتحليل الظواهر المختلفة، مشيراً إلى ضرورة النظر إلى النماذج المختلفة من أجل الحصول على الصورة الكاملة. وقد تناول بعد ذلك موضوع التمييز والفصل العنصري الحاصل في فلسطين، ونظام الأبرتايد في جنوب إفريقيا، مشيراً إلى أن الفصل الحاصل في فلسطين، والهادف إلى إزالة الشعب الفلسطيني وإقصائه، أسوأ مما جرى في جنوب إفريقيا، بحيث لم يكن الهدف هناك التخلص من السكان الأصليين للبلاد.
وفي أعقاب ذلك، تطرق د. مغربي إلى ما جرى في أمريكا الشمالية من إقصاء للسكان الأصليين من قبل المستوطنين الأوروبيين، وذلك من خلال عزلهم مكانياً في قبائل غير مترابطة؛ بعد ذلك كانت هنالك محاولات دائمة لصهر هوية أولئك السكان الأصليين من خلال دمجهم في المجتمعات الحديثة، وذلك عبر توظيف التعليم (القسري في بعض الأحيان) لتلك الأغراض. كما أشار إلى أن المستوطنين في أمريكا قد وقّعوا ما يقارب 122 معاهدة سلم مع السكان الأصليين ولم يلتزموا بأي منها، بل على العكس، فقد كان الهدف من تلك المعاهدات هو تكريس الاستعمار والتوسع والسيطرة على السكان الأصليين. تماماً كما يحصل في فلسطين، حيث أن هدف الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هو الاستمرار في سياسات التوسّع وتهويد المكان.