تقرير حول الندوة الثالثة من سلسلة: "فلسطين: البوصلة والتاريخ في قلب التحولات العالمية"

تقرير حول الندوة الثالثة من سلسلة: "فلسطين: البوصلة والتاريخ في قلب التحولات العالمية"

عنوان الندوة: تضامن عابر للجغرافيات: من الحرب الأهلية الإسبانية إلى الإبادة الجماعية في غزة
 تاريخ الانعقاد: الإثنين، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 

المتحدث: د. خورخي راموس تولوسا – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة فالنسيا (إسبانيا)

نظم فريق معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية الندوة الثالثة ضمن سلسلة ندوات "فلسطين: البوصلة والتاريخ في قلب التحولات العالمية"، مستضيفًا د. خورخي راموس تولوسا، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر. بدأت الندوة بكلمة تترحم على روح الشهيد براء معالي، الطالب في جامعة بيرزيت، الذي استشهد على يد المستوطنين وجيش العدو الصهيوني. وقد شكّل هذا الاستحضار تأكيدًا على أهمية مواصلة النقاش حول التضامن مع فلسطين، وعلى مركزية هذه الأحداث في الوعي الإنساني والسياسي المعاصر.

افتتح د. تولوسا مداخلته بالتأكيد على ضرورة فضح ممارسات الاحتلال وضرورة الاستمرار في الحديث عن فلسطين في الأوساط الأكاديمية والإعلامية عالميًا. وأشار إلى أنّ ما يشهده العالم اليوم، ولا سيما في إسبانيا، هو أكبر موجة تضامن في التاريخ الحديث مع فلسطين، سواء من حيث دعم المقاطعة أو التحركات الشعبية والنقابية من مختلف القطاعات.

قدّم د. تولوسا عرضًا تاريخيًا تناول فيه جذور التضامن العابر للجغرافيات، بدءًا من الحرب الأهلية الإسبانية، مستعرضًا أول مدينة تم قصفها جوًا في التاريخ الحديث: غرنيكا، التي تعرضت لقصف عنيف على يد الجيش النازي الألماني دعمًا للفاشيين الإسبان. وأوضح أن مشاهد الدمار في غرنيكا لا تزال تشكّل رمزًا عالميًا لمناهضة الفاشية والعنف، وأنها ترتبط اليوم بالذاكرة الأخلاقية والإنسانية التي تحرّك التضامن مع فلسطين. تطرّق المتحدث إلى البحر المتوسط باعتباره فضاء مشتركًا يجمع ما بين الثقافة والتاريخ والمقاومة. وأوضح كيف شكّلت هذه المنطقة نقطة التقاء لنضالات الشعوب ضد الاستعمار، مما يفسّر عمق التضامن بين دول حوض البحر المتوسط.

كماا استعرض د. تولوسا أهم المصادر التي اعتمد عليها في دراسة التاريخ الفلسطيني المعاصر، مشيرًا إلى أنّ الإنجازات التي تحقّقها حركة التضامن عالميًا، وفي أوروبا بشكل خاص، تعدّ إنجازات تاريخية غير مسبوقة، سواء على مستوى الأكاديمي أو الحركات المختلفة في المساحات العامة، ومن خلال النقابات والبلديات.

اختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية استمرار النقاش حول فلسطين وتعزيز الوعي العالمي والتضامن ضد حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني، وعلى مركزية التضامن الشعبي في مواجهة سياسات الاستعمار والعنف البنيوي. كما شكرت إدارة الندوة الحضور وأعلنت عن استمرار سلسلة الندوات خلال الفترة القادمة.

رابط الندوة على قناة اليوتيوب https://youtu.be/5oaJQ9p1Els