الربيع العربي: تحول ديمقراطي رابع؟

 

تحدث البروفيسور شميتر في هذا اللقاء عن الآليات المختلفة للتحول من حكومة ديكتاتورية إلى حكومة ديمقراطية، مع التركيز على الربيع العربي.

أكد د. شميتر أن مسلسل التحول الديمقراطي بدأ بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومن ثم في أمريكا اللاتينية، إلا أن ظروف التحول تختلف حسب المكان. وبالتالي، فإن الديمقراطية- باعتبارها ترتيبات سياسية مرتبطة بأخرى اجتماعية واقتصادية- لم تعد اليوم ملفتة كما كانت في عامي 1974 و 1980 في أمريكا اللاتينية، وذلك لأنها جاءت في زمن وسياق مختلفين. فبعد عشرين أو ثلاثين عاماً من الديمقراطية، أظهرت عدة دول في أمريكا اللاتينية أن الديمقراطية تؤدي فعلياً إلى مساواة اجتماعية واقتصادية أكبر. وبالنتيجة، قد لا تكون الديمقراطية في العالم العربي "واعدة" كما كانت في جنوب أوروبا وفي أمريكا اللاتينية. أيضاً أشار بروفيسور شميتر إلى العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الأحزاب السياسية حيث تكمل إحداهما الأخرى، إلا أن الفصل بين مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية - خاصة في العالم العربي- يبدو كبيراً، مما يمثل مشكلة.

كما ذكر أن آليات التحول المختلفة من جهة تأتي من الأعلى كما حدث في روسيا. ومن جهة أخرى، يأتي التحول في العالم العربي مفروضاً من الأسفل، وهو الحال المعتاد عند تعبئة الشعوب المضطهدة. ومع نهاية اللقاء، اعتبر البروفيسور شميتر أن التحول الديمقراطي العربي سيكون مختلفاً عن ذلك الذي كان في أوروبا وأمريكا اللاتينية. ويبقى السؤال الكبير المطروح حول الربيع العربي هو: هل بإمكانهم تنظيم أنفسهم بشكل يكفل تواصل النضال من أجل الديمقراطية؟

Date: 
السبت, أبريل 21, 2012 - 12