معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت يختتم مؤتمره الدولي بعنوان: "اللاجئون الفلسطينيون: أجيال مختلفة وهوية واحدة؟"

 

اختتم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية أمس الثلاثاء 22 تشرين ثاني 2011 فعاليات اليوم الثاني والأخير من مؤتمره السنوي: "اللاجئون الفلسطينيون: أجيال متعددة وهوية واحدة؟" والذي سلط الضوء على قضية اللاجئين من جوانبها المختلفة من حيث هويتهم وتجاربهم في بلدان اللجوء والشتات. تم خلال هذا اليوم عقد أربع جلسات لعرض الأوراق البحثية للمشاركين في المؤتمر تخللها طرح أسئلة ونقاش من قبل الحاضرين. وترأست د. إصلاح جاد، مديرة معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت الجلسة الأولى لهذا اليوم والتي كانت بعنوان "هوية اللاجئين الفلسطينيين"، والتي عرضت فيها المتحدثة الرئيسية روزماري صايغ، المحاضرة في الجامعة الأمريكية في بيروت، ورقتها بعنوان "هوية اللاجئ الفلسطيني وهوياته المختلفة: الإستراتيجية، الجيل، الطبقة الاجتماعية، المنطقة" والتي حاولت من خلالها تفسير الوضع الذي يعيشه شباب المخيمات الفلسطينيين في لبنان وكيفية شعورهم بهويتهم الحالية، إضافة إلى مقارنتهم بغيرهم من الفلسطينيين في مناطق وظروف مختلفة وذلك من خلال التحاور مع شباب فلسطينيين من مخيم برج البراجنة من المثقفين والمتعلمين المهتمين بالقضايا الوطنية والمجتمعية.

وبرئاسة د. مروان خواجا، رئيس قسم الإحصاءات الاجتماعية في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، تم عقد الجلسة الثانية بعنوان "تجارب لجوء مقارنة"، والتي تخللها أربعة مداخلات، الأولى قدمتها رباب عبد الهادي، من جامعة سان فرانسيسكو، والتي أكّدت، من خلال دراسة ميدانية أجرتها، على درجة تعقيد كل من تصور غير اللاجئين الفلسطينيين للاجئين، كذلك تصور اللاجئين لأنفسهم؛ وأنماط تعريفهم لأنفسهم؛ ولأعمالهم الجماعية. موضحةً أن أياً من هذه التخيلات ليس واضحاً كما لا يمكن وضعها ضمن تصنيف معيّن. ليوناردو سشيوكشيت من جامعة فلومينس الاتحادية- ريو دي جينيرو عرض ورقة بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والبرازيل"، والتي سعى من خلالها إلى عرض أهم المرجعيات للهوية والتنظيم الاجتماعي-والديناميات فيما بينهما- في إطار الحياة الاجتماعية والمحيط المميز لمخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان. أما الأستاذ محمود ميعاري من جامعة بيرزيت فقد جاءت مداخلته بعنوان "اللاجئون وغير اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة: هويات متماثلة أم مختلفة" والذي تحدث خلالها عن أثر اتفاق أوسلو على هوية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك عبر مقارنة الهوية بين اللاجئينوغير اللاجئين في هذه المناطق. كما كان هناك مداخلة للباحثة بيرلا عيسى من جامعة إكستر، حيث عرضت فيلماً وثائقياً بعنوان"رواية لاجئ بتسلسل زمني".

وترأست الجلسة الأخيرة د. عصمت زيدان، من جامعة بيرزيت، حيث تناولت الجلسة مسألة "الشتات، الدولة ونموذج العودة"، حيث تم تخصيصها لعرض نتائج أولية لمشروع مشترك بين كل من د. صوفي رتشر ديفرو من جامعة إكستر، ود. ربا صالح. من جامعة لندن، حيث تحدثت د. ديفرو عن تقديس حق العودة في الثقافات السياسية المختلفة لدى اللاجئين الفلسطينيين، وعرضت النتائج الأولية لمشروعها عن نشأة هذه الثقافات السياسية المختلفة لدى اللاجئين حول حق العودة مع بيان أثر الجيل والسياق السياسي ومدى الاندماج في الدول المضيفة على طبيعة هذه الثقافات. وتابعت د. صالح بعرض ورقة بعنوان "من الحياة المجردة إلى الفاعلية السياسية: اللاجئين الفلسطينيين كطليعة سياسية" تحدثت فيها عن الثقافات السياسية لمفهوم العودة والاندماج لدىاللاجئين الفلسطينيين في ثلاثة مواقع مختلفة بالمنفى وهي: الأردن، الضفة الغربية، ولبنان. كانت ورقة الباحث خلدون بشارة، مدير مؤسسة رواق، هي آخر الأوراق المعروضة في هذا المؤتمر، وتحدث فيها الباحث عن مسألة اللاجئين من جانب مختلف وهو الجانب النفسي، كونه يرى أن هوية اللجوء الفلسطينية تنشأ فيما أسماه "الفضاء النفسي"، وعمد إلى استخدام نظرية التحليل النفسي لتحليل تجربة اللجوء الفلسطينية، وأيضاً نظرية السلب التي تتحدث عن جانب اللاوعي عند اللاجئين. بعد ذلك تم تخصيص الجزء الأخير من المؤتمر لتقديم ملاحظات ختامية قام بعرضها الدكتور مجيد شحادة من جامعة بيرزيت.

كما قام رؤساء الجلسات بالتعقيب على الأوراق فاتحين الباب للنقاش للحاضرين من أكاديميين وباحثين مهتمين في مواضيع اللاجئين الفلسطينيين. يشار إلى أن المؤتمر من بين نشاطات وحدة الهجرة القسرية واللاجئين في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية وبدعم من مركز أبحاث التنمية الدولية، كندا.