معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يستضيف توبي دودج من كليّة لندن للاقتصاد

 

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، بالتعاون مع مجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام، وضمن مشروع "تطوير البحث والتعليم في الاقتصاد السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة" بدعم من كليّة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، المحاضرة الأولى من سلسلة المحاضرات التي يقدّمها بروفيسور توبي دودج، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الدراسات شرق الأوسطية في كلّيّة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، أثناء استضافته في المعهد على مدار أسبوع.

وقد قدّم د. دودج يوم الأربعاء بتاريخ 02 تشرين الثاني، 2016، محاضرة بعنوان "مقاربة في تحليل السياسة الخارجية: قرار أوباما في التدخّل في ليبيا"، موضّحاً فيها الأدوات والأطر النظرية التي تُستخدم في تحليل السياسات الخارجية في محاولة لفهم كيفية وأسباب اتّخاذ القرارات من قبل صنّاع القرار في ظروف معيّنة.

وابتدأ د. دودج محاضرته بتوضيح الفارق بين السياسات الدولية والسياسات الخارجية، مفسّراً المستويات الثلاثة التي تمرّ خلالها عمليّة تحليل السياسات الخارجية، ابتداءً من مستوى المؤسسات، مروراً بمستوى الجماعات وانتهاءً بمستوى الأفراد. كما وبيّن المقاربات الثلاثة المستخدمة في تحليل السياسات الخارجية، وهي المقاربة العقلانية التي تسعى لمحاولة فهم معطيات البيئة المحيطة بشكل عقلاني لتساعد في عمليّة صنع القرارات. أمّا المقاربة الثانية فهي العقلانية المحدودة المبنيّة على عدم امتلاك الإنسان القدرة الكاملة على فهم المحيط ومعطياته وخياراته بشكل كامل بسبب محدودية المعلومات المتوفّرة ذات المصداقية، إضافة إلى محدودية العقل الإنساني، ما يؤدّي بصانع القرار إلى استخدام المقارنات بين الحالات والظروف المختلفة في سبيل التوصّل إلى قرار. أمّا المقاربة الثالثة، وهي المقاربة البنائية، فتقوم على فكرة أساسية مفادها أنّ فهم صانع القرار للعالم المحيط يأتي بشكل أساسي من البيئة التي نشأ وتواجد فيها صانع القرار، ممّا يُعطي المجتمع دوراً كبيراً في تحديد الخيارات المتاحة، الصائب منها وما هو أقل صواباً، وبالتالي يؤثّر المجتمع على عملية صنع القرارات.

بناءً على الأطر النظرية الخاصّة بتحليل السياسة الخارجية، قام د. دودج بتطبيق المقاربات النظرية الثلاثة على حالة أوباما في اتّخذاه قرار التدخّل في ليبيا عام 2011، محاولاً تفسير كيفيّة وأسباب اتّخاذ هذا القرار من وجه نظر المدرسة الواقعية الكلاسيكية الجديدة، ومدرسة السياسة البيروقراطية، والمدرسة المعرفية، والمدرسة البنائية، موضّحاً ادّعاءات وإشكالات كلّ من هذه المدراس في تفسير التدّخل الأمريكي في ليبيا.

وتلا المحاضرة نقاش حول أهمّ النقاط التي تناولتها المداخلة، لتوضيح دور الأفراد والجماعات والمؤسسات في صنع القرارات، بالإضافة إلى تأثير المجتمع الدولي في هذه العملية.