دور المفوض السامي لحقوق الإنسان -الأولويات الإستراتيجية في المرحلة الحالية

 

تحدثت د. رشماوي عن دور مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في ضوء التغيرات الاستراتيجية التي تحدث في الشرق الأوسط  مع التركيز على الربيع العربي أو ما سمّته "اليقظة العربية". وافتتحت د. رشماوي اللقاء بالحديث عن الثورة التونسية والتي أشعلها محمد بوعزيزي الذي حرق نفسه استجابةً لمطالب الكرامة والعدالة في تونس. واعتبرت أن "اليقظة العربية" جاءت على ثلاث مراحل، تمثلت المرحلة الأولى منها بالتخلص من الحكم العثماني، اما الثانية فكانت في محاولة التخلص من الاستعمار في الدول العربية والتي مازالت قائمة، وأخيراً جاءت المرحلة الثالثة لتزيل الأنظمة الديكتاتورية.

تحدثت د. رشماوي بعد ذلك عن أن  وجود المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العالم العربي بدأ منذ العام 1994، وذلك لضرورة وجود جهة من الأمم المتحدة تعطي صوت للضحية. كما تطرقت للاستراتيجيات الرئيسية التي تعمل عليها المفوضية وهي التصدي للتمييز وتعزيز حقوق الأقليات ومحاربة العنصرية ومكافحة الإفلات من العقاب وتعزيز المحاسبة، وتحقيق الحقوق الاجتماعية الاقتصادية، وحماية حقوق الإنسان وخاصةَ في أمور الهجرة  والتطوير الإستراتيجي للقانون.

وفي إطار حديثها عن الثورات العربية، عددت د. رشماوي عدداً من العوامل التي أثّرت بنظرها على نتائج هذه الثورات كطريقة الاحتجاج، حيث أن الطبيعة السلمية للاحتجاج ساعدت على تسهيل مرور المراحل التالية، كما ان الجيوش العربية لعبت دوراً كبيراً في هذه الثورات، بالإضافة إلى أثر مستوى التعليم في هذه البلاد والموقع الاستراتيجي لهذه الدول. ثم تحدثت عن كيفية تعامل المفوضية مع هذه الثورات. ففي تونس مثلاً عندما أسقط نظام بن علي كانت المفوضية متواجدة في تونس بعد أسبوع بعد أن كان ممنوعة على مر سنوات عدة، وتم إنشاء أول مكتب لها في منطقة شمال إفريقيا. وبعد نجاح الثورة المصرية حصل نفس الشيء وأصبح للمفوضية مقر في مصر وبعدها في ليبيا. وأشارت د. رشماوي إلى أن الإنسان العربي لم يكن نائماً رغم الهجمات الشرسة من قبل الحكومات الديكتاتورية وان غياب الحريات والعدالة الاجتماعية كان سبباً في اشعال الثورات العربية.

Date: 
السبت, يونيو 9, 2012 - 12