تحوّلات السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط

نظّم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية وبرنامج ماجستير دراسات دولية بالتعاون مع دائرة العلوم السياسية / كلية الحقوق والإدارة العامة، الخميس 4 أيار / مايو 2023، محاضرة عامة بعنوان: "تحوّلات السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط"، قدّمها د. نوري يسيلورت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أنقرة في تركيا، وأدار المحاضرة والنقاش د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت.

تناول د. يسيلورت السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط عبر أربعة مراحل وتحولات، تبدأ الأولى من تسعينيات القرن العشرين حين شهدت علاقات تركيا الخارجية عدم استقرار؛ بالنظر إلى وجود حكومات تركية ائتلافية ضعيفة. بدأ التحول الجذري في السياسة الخارجية التركية مع فوز حزب العدالة والتنمية عام 2002، الذي أدى إلى مشاركة تركية فاعلة في الشرق الأوسط بالتزامن مع تغيّرات الإقليم الذي فجّرها الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وسعياً لمكانة إقليمية، اتّبعت حكومة رجب طيب أردوغان سياسات "قوة ناعمة" في الشرق الأوسط، كما سعت لتحسين علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وخاصة البلدان المجاورة عبر الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية.

ظهر التحوّل الثاني في السياسة الخارجية التركية تجاه الشرق الأوسط مع اندلاع الانتفاضات العربية عام 2011، حين حاولت تركيا تقديم نفسها كنموذج للديمقراطية والتقدم الاقتصادي، وذلك عبر دعم الحريات والانتخابات في العالم العربي. لكن حالة "الفراغ الإقليمي" تحوّلت إلى صراع منذ عام 2013، حين تغيّر مسار الانتقال الديمقراطي إلى مسار الحروب الأهلية وما نجم منها من تحديات إقليمية للسياسة التركية.

أشار د. يسيلورت إلى التحوّل الثالث وهو اتّباع تركيا "سياسة صلبة" في الشرق الأوسط، كان من أهم عوامل ذلك هي محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة على الرئيس أردوغان في تموز 2016؛ حين هُدّد الاستقرار السياسي الداخلي في البلاد في الوقت الذي كانت فيه تركيا تواجه توتراً في علاقاتها الخارجية.

أما التحوّل الرابع والأخير، فهو حين بدت تركيا في سياستها الخارجية أكثر براغماتية، خاصة مع تغيّرات النظام الدولي والمشهد الإقليمي منذ عام 2021؛ فصارت تركيا باتجاه تحسين علاقاتها الخارجية.

وفي الختام اعتبر د. يسيلورت أن الواقع الداخلي التركي الراهن يبدو أكثر غموضاً في ضوء الترقّب للانتخابات التركية المصيرية هذا العام (2023)، وما لها من أهمية محورية على صعيد السياسة الخارجية التركية.