عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، السبت 17 تشرين الثاني 2018، محاضرة عامة لأستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية د. علي الجرباوي بعنوان "كنتُ في الصين" تحدث فيها عن انطباعاته الأولية عن تجربة النهضة الصينية.
وقال الجرباوي إن رحلته الأخيرة إلى الصين اشتملت على محاضرات ورحلات سعت للتعرف على تجربة الصينيين، مشيرا إلى أنه سبق وأن زارها قبل 8 سنوات وبين الزيارتين شهدت تطورا كبيرا.
وأضاف أن الصين تقوم على مساحة شاسعة وعدد سكان هائل وتاريخ طويل ومتواصل وثقافة عميقة، موضحا أن الناتج المحلي الإجمالي بلغ العام الماضي 13 ترليون دولار، علما أنه لم يتجاوز عام 1978 – عندما بدأت بكين بتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح - 210 مليار دولار، وأن متوسط دخل الفرد سنويا يصل إلى 9000 دولار مقارنة مع 200 دولار عام 1978، وأن حجم التجارة الخارجية بلغ 4.2 ترليون دولار مقارنة مع 20 مليار دولار قبل 40 عاما.
وبين الجرباوي أن سياسة الإصلاح والانفتاح تهدف لإعادة بناء الاقتصاد على أساس الاقتصاد السلعي المختلط والوصول إلى مجتمع رغيد الحياة من خلال تعميق الإصلاح ودفع حكم دولة القانون وحوكمة الحزب الشيوعي.
وعدد المرتكزات الأساسية التي قامت عليها النهضة الصينية، وهي: التشديد على الخصوصية والالتزام بالتنمية الداخلية والانفتاح على الخارج ودفع عملية الاصلاح والتنمية والحفاظ على وضع الاستقرار. ولفت في ذات الوقت إلى ظهور قضايا بحاجة إلى معالجة وهي: عدم التوازن والتناسق في مسار التنمية وتباطؤ النمو الاقتصادي وضعف الابتكار العلمي والتكنولوجي والفساد واستمرار القدرة على السيطرة.
واختتم الجرباوي محاضرته بالقول إن أسباب نجاح الصينيين في تجربتهم تتلخص في وجود رؤية وأيدولوجيا ومؤسسة وقيادة وبرنامج وخطة ومتابعة وتقييم، وثقتهم العالية بأنفسهم، والتواضع، وقدرتهم الجيدة على نقد الذات.