- English
- العربية
عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الاثنين بتاريخ 15 آيار 2017 ندوة عامة بعنوان "الانتخابات الفرنسية: قراءة في النتائج والانعكاسات"، ألقاها كل من أستاذيْ برنامج الدراسات الدولية في معهد إبراهيم أبو لغد، الدكتور روجر هيكوك والدكتور رائد بدر.
أفتتح د. علي الجرباوي مدير برنامج الماجستير في الدراسات الدولية جلسة النقاش مشيراً إلى أنّ هذه المحاضرة تتناول صعود الأحزاب القومية الشعبوية في أوروبّا بشكل عامّ، والعوامل التي ساهمت في بروز هذه الأحزاب الشعبوية من جهة، ومن جهة أخرى تسليط الضوء على أسباب تجنّب المجتمعات الأوروربية انتخاب الأحزاب اليمينية المتطرّفة بشكل خاصّ في ضوء قراءة نتائج الانتخابات الفرنسية.
وبدأ د. روجر هيكوك حديثه عن الانتخابات الفرنسية، طارحاً الإشكالية التي يشهدها العالم والمتمثّلة في التغير السريع في العلاقات السياسية والاجتماعية في كلّ من أوروبا والولايات المتحدة الامريكية، وما رافق ذلك من صعود أحزاب شعبوية، حيث أرجع هيكوك سبب هذا التغير بشكل خاص في فرنسا لثلاثة عوامل رئيسية، الأول ما تعاني منه فرنسا من أزمة اقتصادية وما نتج عنها من اتساع الفجوة بين الطبقات وارتفاع نسبة البطالة التي تصل إلى 10%، وثانيها، تراجع دور الحزب الإشتراكي في الساحة السياسية ممّا أدّى إلى وجود غلط بين الأحزاب اليمينية واليسارية، وثالثها هو فوز إيمانويل ماكرون في الانتخابات الفرنسية، والذي كان من قبيل المصادفة على حدّ تعبيره، وما اتبعه من برنامج إنساني داعم للعرب والآفارقة، واضعاً الدكتور هيكوك استنتاجه بأنّ ثمّة احتمال كبير لنجاح ماكرون في دورته الرئاسية.
أمّا د. رائد بدر فقد اختلف في عدّة محاور رئيسية في ضوء دراسة نتائج الانتخابات الفرنسية، مؤكّداً أنّ الأحزاب الكلاسكية لم تنهر بعد، وما زال هناك أربعة أحزاب رئيسية ضمن اللعبة السياسية الفرنسية. كما أرجع أسباب بروز الأحزاب اليمينة المتطرفة إلى عدّة عوامل، ولم يحصرها في العامل الاقتصادي فقط، وإنّمابوجود أسباب أخرى كالأمن والهجرة والأقليات. وفي ضوء مقارنته للانتخابات الفرنسية السابقة فقد أكّد على أنّه ما زال هناك فرصة أمام الأحزاب اليمينية في الصعود مستقبلاً، وأنّ ما حققته مارين لويان من نسبة في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة أعلى بكثير من ما حقّقه حزب الجبهة الوطنية في سنوات سابقة. كما ختم دكتور رائد حديثه عن أهداف إيمانويل ماكرون، مُعرباً أنّ أولى تلك الأهداف هي حلّ المشكلات الداخلية، أهمّها إعادة ثقة الفرنسيين بأنفسهم والعمل على حل ّمشكلة البطالة والأمن، حيث سيركّز ماكرون جلّ اهتمامه في سياسته الخارجية على أوروبا والعمل على إصلاحها والاستمرار على نهج أسلافه، بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية وافريقيا بهدف تحسينها. وأخيراً وضع د. بدر استنتاجه بأنّ هذه المرحلة لن تكون مرحلة سهلة لماكرون لوجود عدد من المشاكل الداخلية أمامه عليه حلّها، ونجاحه متوقّف على دوره في إعادة ترتيب البيت الداخلي، الأمر الذي سيساعده على التأثير خارجياً. وفيما يتعلّق في ملف العلاقات مع العالم العربي، رأى د. بدر أنّ ماكرون سيعمل على تعزيز العلاقات الفرنسية مع دول المغرب العربي "مصالحة مع الماضي الاستعماري"، ولعب دور الحياد في مسألة الصحراء الغربية.
وقد تبع المحاضرة نقاش مع الحضور، أثاروا فيه أسئلة حول دور فرنسا تجاه المنطقة العربية، لا سيّما دورها في الصراع العربي – الإسرائيلي، وحول موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الأزمات المختلفة كالأزمة السورية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتساؤل عن سياسات الأمن التي ستتّبعها فرنسا للحفاظ على أمنها.