ناقش د. بشارة خلال المحاضرة الممارسات المكانية على أرض الواقع في المخيمات. وبناءاً على البحث الميداني الذي أجراه في مخيم الجلزون للاجئين، توصل د. بشارة إلى نتيجة مفادها أنه لم تعد رؤية مخيمات اللجوء استثناءاً أو أمراً غريباً كون هذه المخيمات تحولت إلى مدن تقريباً. وتعتبر المخيمات الفلسطينية نتاج عمليات وممارسات مكانية طويلة، حيث يعمل اللاجئون على إنشاء المنازل والمشاريع التي تلبي احتياجاتهم. ومع ولادة الجيل الرابع من اللاجئين في المنفى، أصبح الحيز المكاني في المخيمات يستغل لغايات السكن بشكل كامل. فعلى سبيل المثال، أصبحت المخيمات تشكل أماكن حضرية ومكتظة بالسكان وتحوي بنايات مرتفعة. وبالنظر إلى تاريخ المخيمات الفلسطينية وقصص اللاجئين، أدرك د. بشارة أن مخيمات اللجوء الفلسطينية تشكل ظاهرة بشرية وسياسية مقلقة.
وبأخذ مخيم الجلزون كحالة دراسية، أوضح د. بشارة كيف تحولت المخيمات إلى أماكن إقامة، وتطورت الملاجئ المؤقتة إلى مناطق سكنية دائمة. بالإضافة إلى ذلك، سلط د. بشارة الضوء على "الممارسات المكانية الدقيقة والمعقدة" والتي تأتي تاريخياً وسياسياً ضمن الصناعة العقارية التي جاءت مدفوعة بازدياد الطلب عليها وبسبب الظروف السياسية التي طرأت في الفترة التي تلت أوسلو. كما أكد أن جوهر المخيمات ورمزيتها تشترك في تشكيل توق للذات المفقودة لدى اللاجئين والمتمثلة بقرية الأصل فتتم إعادة الذكريات من خلال الممارسات الفعلية.