- English
- العربية
عقدت وحدة الهجرة القسرية واللاجئين في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية بالتعاون مع جمعية منتدى تواصل- النصيرات، يوم الأربعاء الموافق 30/10/2013 محاضرة حول "تصريح بلفور وأثره في العلاقات الدولية." والتي تحدّث فيها د. رائد بدر، استاذ التاريخ الدولي في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، عن السياق التاريخي لتصريح بلفور، مشيراً إلى أن التصريح كان جزءً من محاولات تصدير الصراع الدائر بين الدول الكبرى في أوروبا (ألمانيا وفرنسا تحديداً) إلى الدولة العثمانية/ الرجل المريض في ذلك الوقت. كما أشار إلى مجموعة المؤتمرات والاتفاقيات التي سبقت تصريح بلفور وتلته، والتي كانت كلها تهدف إلى تقسيم الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ غربية. وبالتالي فقد شهد العالم في تلك الفترة ظهور عدد من المستعمرات في الدولة العثمانية، وقد كانت فلسطين إحدى تلك المستعمرات.
تلا ذلك تغيّر في مراكز القوى من أوروبا إلى الولايات المتحّدة، وقد كان لذلك أهمية بارزة في دعم المشروع الصهيوني القاضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كما لعب استقطاب اليهود من قبل القوى الدولية في تلك الفترة دوراً في تسريع تلك العملية، حيث كان لليهود دور مؤثر في الاقتصاد الأوروبي، وذلك على الرغم من العداء الذي ظهر ضدهم في بعض المناطق الأوروبية.
كما أشار د. بدر إلى أن الفترة الممتدة من 1919-1929 كانت فترة هدوء على الساحة الدولية، وبالتالي فقد أعطت الفرصة لقيادات الحركة الصهيونية بالتحرك على النطاق الدولي، مستندين إلى تصريح بلفور واتفاقية سايكس بيكو بشكل أساسي، لكسب التأييد ولشرعنة إقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين، مستغلين نفوذهم الاقتصادي والسياسي لتحقيق تلك المصلحة. كما كان للعام 1922 أهمية كبرى للمشروع الصهيوني، حيث أجازت عصبة الأمم وثيقة كتاب الإنتداب البريطاني على أرض فلسطين، والذي اشتمل على تصريح بلفور وجعله إلزاماً دولياً؛ وبالتالي فقد أصبح التصريح بمثابة التزام قانوني تجاه اليهود في العالم.