- English
- العربية
استضاف معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الخميس الموافق 29 أيلول 2011 السيد مارك فرانكو، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، في محاضرة ضمن مساق "الإتحاد الأوروبي: تاريخ، قانون ومؤسسات." جاءت المداخلة بعنوان "التنمية السياسية للاندماج الأوروبي"، حيث تحدث السيد فرانكو عن المعاهدات التي أدت إلى نشوء الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الاندماج الاقتصادي والسياسي للاتحاد، والذي يواجه حالياً العديد من التحديات والصعوبات. كما تطرق السيد فرانكو في هذه المحاضرة إلى عدة مواضيع من أهمها: العوامل التي تساهم في عملية الاندماج، آليات الاندماج، إضافةً إلى الجهات الفاعلة والمؤثرة في تلك العملية. تمحورت الفكرة الرئيسية للمحاضرة حول مدى إمكانية تفسير الاندماج الأوروبي كرؤية أم كضرورة؟ وتطرق السيد فرانكو إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية والتي خلّفت أوروبا في حالة من خراب والفوضى. هذا الخراب خلق حاجة من التغيير والإصلاح مما دفع بالدول الأوروبية إلى إعادة الديمقراطية والقيم الأخلاقية، فضلاً عن تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي في دول أوروبا وذلك تجنباً لحرب عالمية مدمرة. وهكذا تم تبلور فكرة إنشاء الاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، أشار السيد فرانكو إلى العديد من المؤسسات التي برزت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، مثل المجلس الأوروبي، والجماعة الأوروبية للفحم والصلب، غرب الاتحاد الأوروبي، والجماعة الاقتصادية الأوروبية وغيرها. كما ناقش السيد فرانكو تاريخ المعاهدات التي أسفرت عن تأسيس الاتحاد الأوروبي، خاصةً معاهدة روما (1958) والذي ينص على فتح باب العضوية للاتحادعلى المدى الطويل. كما تطرق إلى أهداف معاهدة روما والتي تتمحور بشكل رئيسي حول: حرية الحركة والتنقل للأشخاص والبضائع، خدمات رأس المال. كما تم الحديث عن فلسفة الاندماج والتي تشمل الجهات الفاعلة في الاندماج، الآليات، الاندماج الاقتصادي، الاندماج السياسي، إضافةً إلى المواطنة الأوروبية. فالاندماج الاقتصادي للاتحاد الأوربي يتمحور حول مواءمة التشريعات الاقتصادية، واستقرار أسعار الصرف، والحاجة إلى تنسيق أقوى للسياسات الاجتماعية والاقتصادية. أما التكامل السياسي للاتحاد الأوروبي فيتكون من تحقيق العدالة وتطبيق القانون، التكامل في السياسة الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى السياسات الأمنية والدفاعية.
كما أشار السيد فرانكو إلى المواطنة الأوروبية مع الإشارة إلى ميثاق الحقوق الأساسية التي تنسجم مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والذي يتعامل مع القيم العالمية لكرامة الإنسان. كما يضمن الميثاق الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. في نهاية المحاضرة أشار السيد فرانكو إلى التحديات المختلفة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي ، مثل التغلب على العجز في الديمقراطية، أزمة منطقة اليورو، عدم كفائية نماذج التحول الاجتماعي والسياسي، وتنوع النماذج الاجتماعية والسياسية "العقد الاجتماعي" بين الدول الأعضاء القائمة على أساس الخلافات التاريخية، والافتقار إلى الاتحاد السياسي وعدم وجود اتحاد مالي.