محاضرة بعنوان: "الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأثرها على القضية الفلسطينية"

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الثلاثاء 6/11/2012 محاضرة بعنوان: "الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأثرها على القضية الفلسطينية" تحدث فيها كل من د. لورد حبش و د. سمير عوض من دائرة العلوم السياسية، جامعة بيرزيت.

انطلاقاً من أنه لا يمكن فهم الانتخابات الأمريكية دون فهم النظام الأمريكي، ابتدأت د. لورد حبش المحاضرة بالحديث عن النظام السياسي والانتخابي الأمريكي مشيرة إلى الطابع الفيدرالي والنظام الثنائي الحزبي، مع الإشارة إلى قاعدة "الفائز يحصل على كل شي" وعدم وجود نظام تمثيل نسبي أو إعادة انتخابات مما لا يترك الفرصة أمام أي حزب ثالث للدخول في المنافسة الانتخابية، وأشارت إلى أهمية لعبة التوازنات في النظام السياسي الأمريكي. ثم تحدثت عن نشأة الأحزاب الأمريكية المتمثلة بالحزب الديمقراطي ذي التوجه الليبرالي الداعم للأقليات والعمال والذي يدعو لضرورة تدخل الحكومات من اجل دعم هذه الطبقات، والحزب الجمهوري المحافظ الداعم لطبقة الأغنياء والنخبة والرافض لتدخلات الحكومة. وهذا يفسر وضع مسألة الضرائب على رأس القضايا الواردة في المناظرة الانتخابية. وعن نظام الانتخابات المعقد تحدثت د. حبش عن المجمع الانتخابي وعن مرور العملية الانتخابية عبر مرحلتين، الأولى تمهيدية داخلية والثانية هي الانتخابات النهائية العامة، لتنهي الجزء الخاص بها بالإشارة إلى دور اللوبي الصهيوني وأثره على العملية الانتخابية، فبالإضافة إلى تبرعاتهم المالية السخية الداعمة للحملات الانتخابية، تصل نسبة التصويت لدى اليهود الأميركيين 80% في حين تبلغ ما معدله 50% لدى الأمريكيين الآخرين.

 أما د. سمير عوض فقد استهل حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية لا تعتبر قضية هامة عند الحديث عن الانتخابات الأمريكية، حيث أن الإشارة إليها خلال العملية الانتخابية لا تعدو عن كونها من باب اللباقة أو المبالغة في استرضاء اليهود، وعدى عن ذلك، لا تؤثر الانتخابات الأمريكية بأي شكل من الأشكال ومهما كانت نتائجها على العرب أو الفلسطينيين أو حتى على المبادئ الرئيسية للحزبين المتنافسين. فبالنسبة لهذه الأحزاب، تعتبر المسألة الاقتصادية أساس الانتخابات الحالية التي يستعرض خلالها المرشحان إنجازاتهما على الساحة الاقتصادية، ونتائج الانتخابات تعتمد على أصوات يتم الإدلاء بها بشكل تلقائي، فهناك ولايات محسومة للحزب الديمقراطي وهي ولايات الأطراف مثل كاليفورنيا ونيويوك، وأخرى محسومة للحزب الجمهوري وهي ولايات الوسط. ثم أشار إلى ثلاثة ثوابت رئيسية بالنسبة للخارجية الأمريكية وتتمثل بداية بحماية تدفق البترول دون انقطاع وبأسعار مناسبة، ثم تأتي مسألة حماية إسرائيل كونها تعتبر الشريك الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، بينما تنقسم باقي الدول العربية ودول المنطقة بين "تابعين" أو "مصدر تهديد"، وأخيراً يأتي موضوع الإرهاب. واختتم د. عوض حديثه بالقول أنه طالما بقيت الرواية الإسرائيلية متفوقة ومهيمنة على الساحة الأمريكية إلى جانب فكرة الإرهاب، فإننا كفلسطينيين سنبقى خاسرين، لذا يجب العمل على تعزيز وترويج روايتنا لمواجهة الرواية الإسرائيلية. وحول الانتخابات الأمريكية لهذا العام تنبأ د. سمير عوض بفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما.